أهم الأخبار

«أحمد» يتحدى الإعاقة السمعية بالإخراج: «أحببت السينما فوهبتني السعادة»

في عامه الثاني اكتشفت والدته أن ابنها مصابا بالصمم، لم تستسلم وقررت السعي وكلها أمل في أن تسمع صوت صغيرها ويسمعها، وبعد جلسات التخاطب والعمليات الجراحية بدأت رحلة «أحمد» مع العالم الصامت، حتى صادف وسيلةً يعبر بها عن نفسه ويوصل من خلالها الكلمات المحبوسة بداخله.

التنمر يحرمه من التعليم

أحمد السمان الذي ساعدته والدته على تحدي الإعاقة السمعية وإلغاء الفارق بينه وبين أقرانه في مرحلة التعليم الابتدائي، تعرض للتنمر بسبب عدم التحاقه بمدارس الصم والبكم، وانتهت به مضايقات زملائه إلى حادثة منعته من استكمال تعليمه بعد الحصول على شهادة الإعدادية، ليجد نفسه مرغماً على تعلم مختلف الحرف التي لا تناسب طموحه ويصف هذه المرحلة لـ«الهضبة اليوم»: بـ«الفظيعة»؛ بسبب غياب الدعم النفسي وقصور الرعاية التي يوليها المجتمع لذوي الهمم في ذلك الوقت.

ومن هنا بدأت علاقته مع السينما، الفن السابع الذي استوعب مشاعره واحتياجاته وقدر من خلاله أن ينقل إلينا أفكاره بالصوت والصورة «لم أجد أمامي متنفساً سوى السينما وكانت بالنسبة لي بوابةً أعبّر بها عما بداخلي، وعندما أحببت السينما أحبتني ووهبتني الحياة».

نجاحات في عالم الإخراج السينيمائي

في أواخر عام 2016 حصل «أحمد» على عدة ورش سينمائية في مسقط رأسه بمحافظة الاسكندرية، إضافةً إلى ورش إخراج وكتابة ومونتاج مكنته جميعاً من إنتاج أول فيلم له بعنوان «الرقص على أجسادنا»، والفيلم جرى تصويره بطريقة فريق الرجل الواحد، فهو المؤلف والمخرج والبطل، وتم عرضه في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، ما دفعه إلى إنتاج فيلمه الثاني في 2017 بعنوان «لوكيشن» لكنه لم يكن له نف صدى الفيلم الأول، ولم ينل ذلك من عزيمته بل حفزه على العمل بشكلٍ أفضل ليُخرج فيلمه الثالث «مجرم سينما» الذي لاقى ردود أفعال واسعة من ذوي الاحتياجات الذين وجدوا في العمل ما يلامس وجدانهم ويعبر عن مشكلاتهم «السينما بالنسبة لي مثل السحر، طالما أملك القدرة على استخدامه فلتكن قضيتي تعريف العالم بمشاكلنا نحن ذوي الهمم الذين نتحدى الظروف».

عالم لا أحد من خارجه يعرف عنه شيئاً

في بعض الحالات يستطيع الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة السمعية أن يلتقطوا الأصوات الخارجية بمساعدة السماعات الطبية، وعادةً ما يتم ذلك بعد التدخل الجراحي مثل حالة أحمد السمان الذي يوضح خلال حديثه لـ«الهضبة اليوم» أن المعاناة لا تنتهي عند هذا الحد بل ينبغي على ضعاف السمع تحمل الطنين الصادر من السماعات الطبية لساعاتٍ طويلة من اليوم، وإلا لن يكونوا قادرين على التواصل مع من حولهم، ومن هذا المنطلق يعمل «أحمد» على تقديم فيلم جديد يرصد المعاناة اليومية لذوي الهمم، ويعرض نماذج واقعية مثل فنانة تشكيلية من زارعي القوقعة ومترجمة إشارة «الفيلم يعبر عن عالمنا الذي لا يعرف أحدا شيئاً عنه إذا تخلينا عن الأجهزة التي تجعلنا سامعين، وهذه رسالة السينما التي أعتبرها ملجأً لي بعد الله، فهناك أمور لا نستطيع البوحَ بها، والكبت قاتل والسينما كالطبيب تعالجني في إخراج هذا الكبت».

زر الذهاب إلى الأعلى